جبروت صمتي ....

جلست أحاورها هناك ولأول مرة قررت ان أحكي لها قصتي
رغم أنه لقائنا الأول
وليس من طبعي الإعراب عما يجول بخاطري بكل سهولة
نظرت إليها ولبريقها الأخاذ ومن شدته قد أعاد البريق لعيوني

اطلت النظر
إليها وصمتي يجيب تساؤلات صمتها
لم تطلب مني البوح ولكن بها سر رهيب يدفعك للاعتراف
قاومت كل الإغراءات فطبعي يغلب عل ماتدفعني هي إليه
دار بيننا حوار صامت طويل



بدأت هي بالبكاء رويداً رويداً
قبل أن أنطق أي حرف من قصتي
ولكنها أدركت عظم الجروح
ولهذا كان صمتها وبكائها
لم أستطع مسح دموعها
فهي تكويني قبل أن أفعل فما بالك لو فعلت



لم أستطع تحمل شفقتها عليّ ودموعها لحالي
فقررت الانسحاب
وتركها على هذا الحال
ولكن عبثاً حاولت
فبودنها حياتي ظلام
رغم أن اللقاء لم يكن منذ زمن بعيد
ولكنه كافٍ لتعلم أن حياتك بدونها هي
سواد لا يتخلله سوى

الألم

الدموع
الوعيد
رجعت إليها
ولكن هذه المرة لم أناظرها وناظرت طرف مُحِيد



أخذت تعلوا وتهبط تصر أن تلفت نظري إليها
وأنا أعاند بكل جبروت
فلن أبوح بحديث
الصدور
ولن تدفعني دموعها للحديث



فما كان بحياتي أكبر من أن أُحِيد

فما كان منها إلا أن هدأت واستكانت لعقلي العنيد

وبعد فترة طالت من الصمت
وجدتني قد غفوت على ذكرى زماني البعيد
لم أستيقظ سوى على
نورمُهِيب

أكبر من
بريق تلك
أيقنت حينها أنها ذهبت بلا عودة
وأنني حافظت على وعدي لقلبي
ولم أبح بما يعتريه
فحزنت لمكابرتي وجبروتي
وعجبت لإصرارها مشاركتي



لا أدري كيف سقطت مني دمعة على بقايا رفاثها المحروق هناك
فلقد كانت شمعةتحرق نفسها لتنير عتم ليل عنيد
ودموعها كانت بحر تبكيه قصة لم تعلم حتى مقدمتها
ولكنها شاركتني حزني

　
　
　
　
　

مخرج

كم منا أناس مثل تلك
الشمعة

وجودهم يدفعك للبوح ورمي
همومك عليهم وكأنهم خلقوا لذلك

يتألمون لحالك ويبكونك بصمت
ولدربك هم النور
ولكن عند أول إشراقة أمل لحياتك أجدك عنهم تُحيد
ما أصعب أن تكون شمعة في حياة أحدهم
والأصعب أن تكون شمعةمضاءة وسط النهار