أنا أتصور أن الذي يُدخل مفهوم الموت مِن بابِ التشاؤم مخطِئٌ ، بل الموتُ حقيقةٌ تنقلك إلى جنة الله عز وجل ، تنقلك إلى الأبد ، إلى السعادة العظمى المطلقة ، أن تُدخل مفهوم الموت في حسابك ، أو أن تدخل مفهوم الزمن فهذا صحيح ، والناس الغافلون يعيشون غفلتهم ثم يموتون ، لكن لو عرف كل إنسان أنه يعيش أيام محدودة معدودة تمضي سريع...اً ، ثم سيواجه حساباً دقيقاً ، وسيواجه حياةً أبديةً ؛ فإما لجنة يدوم نعيمها ، وإما إلى نار لا ينفذ عذابها ، لاختلفت حالهم اختلافاً كلياً ، المشكلة الغفلة ، الإنسان يعيش مع الناس ، يعيش بحكم حياته المستمرة ، لكن لو وقف ، وقال : مَن أنا ، ما علاقتي بالزمن ؟ أنا بضعة أيام ، لماذا خُلِقْتُ ؟ فعليه حينئذٍ أنْ يعرف لأنّه خُلِق للابتلاء ، وما هو أخطر حدث في حياتي ؟ إنه الموت .
أخطر حدث نهاية الدنيا ، وكل المكتسبات تلغى عندئذٍ في ثانية ، كان رجلاً فصار خبراً على الجدران .