هذا بعض مما قدّم الشهيد القائد صدام حسين لفلسطين
كان لا بد أن نذكر من نسى أو تناسى بعض من مواقف القائد الرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه الأشاوس وحزب البعث العربي الاشتراكي والدولة العراقية الأبية ولهذا قررت الكتابة في هذا الموضوع تحديدا ، لما له من أهمية كبرى علي صعيد الترابط الوطني والقومي ولحقيقة الصراع العربي الصهيوني وصدق المبادئ والوفاء لها والالتزام بتطبيقها وتنفيذها بكل أمانة ، حتى لو كان تأثيرها ونتائجها الصعاب والتحديات الجسام ، ولأنني واحد من الذين أشرفوا علي هذه المهمة الصعبة كان لزاما على أن اكتب بهذا الموضوع وفاء للشهيد العربي الأصيل الرئيس صدام حسين ادخله الله فسيح جناته.
عندما انفجرت انتفاضة الاقصي المباركة بتاريخ 28/9/2000 في قطاع غزة والضفة الغربية والتي جاءت ردا وطنيا وشعبيا طبيعيا جراء سياسات العدو الصهيوني وأساليبه الوحشية العدوانية الإجرامية بحق شعبنا الأعزل ، كما وأنها ردا وطنيا علي الفشل الكبير لاتفاقيات ما يسمى بالسلام التي أبرمت بين بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني والتي تعثرت بفعل العقلية والتركيبة الصهيونية التي تعتمد علي النهب والسيطرة والقتل والحقد والاستيطان والاحتلال والإبادة الجماعية دون وازع رحمة والتزام بما تم الاتفاق عليه ضاربين بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية فكان للشعب أن يقول كلمته الفاصلةعلي ضوء انفجار الانتفاضة المباركة عقدت قيادة مجلس الثورة العراقي وقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي اجتماعا هاما كان جدول أعماله نقطه واحدة وهي انتفاضة فلسطين وكيفية دعمها وإسنادها بكل الوسائل الممكنة وذلك بتاريخ 2/10/2000 حيث انتهي الاجتماع بعد مداولات وأفكار عديدة نتج عنها قرارات هامة علي الصعيد القومي لدعم شعبنا الأبي الصامد بهدف استمرارالانتفاضة لتحقق أهدافها الوطنية والذي اعتبرتها القيادة العراقية أنها مقدمة لتحرير فلسطين ورافعه من روافع النضال القومي والوطني خصوصا وأنها تأتي والعراق يخوض معارك وحروب من أجل القرار والمستقبل العربي الموحد مع نفس أعداء شعبنا ، ولذلك تم التركيز علي شعار فلسطين والعراق في خندق واحد خندق المواجهة والمصير المشترك والقرار الموحد اتجاه كافة القضايا الوطنية والقومية للأمة العربية وعلي رأسها قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية وبوصلة النضال العربي ومركز أشعاع الأمة وبداية وحدتها وحريتها وانطلاقها نحو تطبيق مشروعها النهضوي الحضاري .
وعلي ضوء ما تقدم قررت القيادة القومية للحزب والقيادة العراقية وعلي رأسها القائد الفارس الرئيس صدام حسين تتويجا لمواقفها القومية وترسيخا لرؤية حزب البعث العربي الاشتراكي من القضية الفلسطينية التالي :.
-**- تكريم أسر الشهداء بمبلغ(10) ألاف دولار للشهيد و(15) ألف دولار للاستشهادي والتي بعد ذلك أصبحت(25)ألف دولار لكل استشهادي يضرب العمق الصهيوني وذلك كلما زاد الضغط والتهديد الأمريكي بمطالبة العرب بوقف الدعم المالي للشعب الفلسطيني ،كان الأسد الشهيد صدام حسين ثابتا مصمما علي مواقفه البطولية الشجاعة.
-**- إرسال طواقم طبية عراقية من خيرة الاختصاصين للأردن لمعالجة جرحي الانتفاضة وتقديم لهم كافة أشكال الدعم المالي والمعنوي والطبي .
-**- إرسال معدات طبية وأدوية للشعب الفلسطيني عن طريق الأردن وتم تسليمها لجهات الاختصاص.
-**- إرسال مواد تموينية وغذائية لدعم صمود الشعب الفلسطيني تم تسليمها في الأردن.
-**- تكريم الجرحى والمصابين بمبالغ تتفاوت بين( 500 ) دولار ألي( 1000) دولار لكل جريح وذلك بناء علي حجم وتأثير الإصابة .
-**- دعم المقاومة المسلحة بالعتاد والمال وتم بكل نجاح عن طريق الأردن توفير المال والسلاح.
-**- اقتطاع جزء من أموال العراق التي يستلمها مقابل تصدير النفط وإرسالها مباشرة إلي الشعب الفلسطيني .
-**- تدريب الشباب الفلسطيني علي السلاح في معسكرات الجيش العراقي الباسل وإرسال العديد من الخلايا العسكرية للعمل الفدائي داخل الأرض المحتلة.
-**- صرف مبلغ 5000 دولار لكل أسرة هدم الاحتلال منزلها وتم ذلك في مدينة رفح وجنين وبعض مناطق الضفة
-**- تكوين جيش القدس للقتال داخل فلسطين .
-**- تواصل الدعم المعنوي والنفسي والسياسي لشعبنا في كافة أشكاله وعبر المؤتمرات واللقاءات الدولية والرسمية .
-**- دعم شعبنا في جنين وصرف مبالغ مالية طائلة لكل أسرة استشهد منها وهدم بيتها .
-**- مواجهته القوية لما يسمي بالتطبيع وإفشاله للكثير من القضايا السياسية الهامة التي كانت تعتبر مخطط لدمج الكيان الصهيوني ضمن الوطن العربي خاصة ما سمى بالسوق الشرق أوسطية.
-**- تسمية مدارس وجامعات ومعاهد ووحدات وقطاعات عسكرية بأسماء شهداء ومدن وقرى فلسطينية بناء علي هذه القرارات التي اعتبرها العراق واجب ومشاركة الحد الادني نحو فلسطين ، حيث تم إدخال الأموال إلي اسر الشهداء وتكريمهم داخل فلسطين عبر تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية بمشاركة وزارة الشئون الاجتماعية و بعض مؤسسات السلطة والقوي الوطنية والإسلامية ، واستمر توزيع المكرمة بكل أمانة ووفاء لأسر الشهداء حتى يوم احتلال العراق الأبي علي يد أمريكا وعملائها .
أن هذا الموقف وتلك المكرمة كان لهما الأثر الكبير في رفع معنويات شعبنا وتعزيز صموده وتمنين مقاومته ، وإعادة الأمل في الأمة والجماهير العربية وعززت في شعبنا حالة الاقتدار و الصمود والتحدي والاستمرار بالمقاومة المسلحة وتطوير العمليات الاستشهادية النوعية داخل عمق الكيان الصهيوني المسخ وداخل مغتصباته كما وزودت أبناء شعبنا بالسلاح لمقاومة العدو وللثأر من جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه .
كان الدعم المالي العراقي في أشد الظروف واخطر المحطات عليه في ظل الحصار الجائر والحرب المتواصلة، ومع ذلك أستمر القائد المجاهد بالقيام بواجباته نحو شعب فلسطين في ظل تهديدات مستمرة من قبل أمريكا له بوقف هذا الدعم وإنهاء حالة العداء مع الكيان الصهيوني مقابل رفع الحصار ووقف الحرب ولكنه كما نعرفه فارسا مغوارا قائدا صلبا لا يلين كان يرفض بشدة وقف الدعم المعنوي والسياسي والاقتصادي لشعبنا ، علي الرغم أن دول عربية أخري أوقفت كل أشكال دعمها لشعبنا خوفا من أمريكا فيا له من فرق كبير وهام بين هذا وذاك ؛ وهذا الفعل البطولي للقائد الرئيس الشهيد صدام حسين أحرج كثيرا حكام العرب المتأمركين الخونة مما زاد من عدائهم وحقدهم الدفين وتأمرهم عليه وعلي العراق برمته ورأينا جميعا ما حدث ومن كان السبب الحقيقي وراء هذه النكبات.
وبالنسبة للبعد العربي فحدث ولا حرج كما هو معروف مواقف هزيلة جبانة ضعيفة مؤتمرات جامعة الدول العربية بيانها يصاغ في أمريكا ويتلي عربيا والاكتفاء بالشجب والاستنكار والتألم والشفقة لما يحدث بنا من قتل وتدمير واغتيال وسفك للدماء وانتهاك للعرض والمحرمات والمقدسات ولذلك اعذروني لأنني اشعر باكتئاب شديد عندما أتحدث عن النظام العربي الرسمي لأنه لا يستحق الذكر أصلا أما بخصوص البعد الدولي فالكل يعرف سقف قراراتهم خصوصا وان العديد من القرارات الدولية اتخذت منذ سنوات ولم تطبق علي الكيان الصهيوني ، وعندما تأخذ قرارات دولية بحق أي نظام عربي تنفذ وبسرعة فائقة جدا فجميعهم منحازون ومتضامنون مع الاحتلال الأمريكي الصهيوني ولذلك كان لموقف العراق وقائده الأثر الكبير الذي جعلهم يقلقون علي مستقبل الكيان الصهيوني وأهدافهم العدوانية في المنطقة العربية ، لذلك كان لابد من وجهة نظرهم أن يتم إسكات العراق وللأبد لضمان أمنهم وأهدافهم فبدأت الحجج والأكاذيب تلوح في الأفق لتكون مبرر للحرب علية واحتلاله وإنهاء هذا الملف المريب والمقلق للعرب الجبناء الخونة وللامبريالية والصهيونية العالمية والفارسية الحاقدة ومن لف لفيفهما من دول أجنبية أخري ـ وبعد أن تحقق الاحتلال تبين أن كل هذه الملفات الملفقة لايوجد لها أساس وعارية عن الصحة وبمجملها أكذوبة لنهب الأمة ومقدراتها وإمكانياتها لصالح الكيان الصهيوني الحاقد علي شعبنا وامتنا وللأسف الشديد النظام العربي كما هو خائف مهزوم متواطئ لن ولم يتغير أبدا علي الرغم من الجرائم اليومية التي تحدث في العراق وفلسطين.
الرحمة والغفران لك يا شهيد المبادئ والمواقف وأنت حي فينا لا تموت وخالد في ذاكرة كل شرفاء امتنا وأحرار العالم وعهدك علينا الاستمرار بدربك إلي يوم الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ