a7med الدعم الفني
عدد المساهمات : 578 تاريخ التسجيل : 28/11/2009 العمر : 34
| موضوع: أشباح الموت الجزء الثامن السبت ديسمبر 19, 2009 4:59 am | |
| السلام عليكم أشباح الموت الجزء الثامن كان النزاع الكلامي قويا تجمعت الطالبات حول المعركة فمنهن من تظاهرت بالصلاح و راحت تهدئ الطرفين و منهن من كانت تقوي النار . لقد أشفقت على مريم لأنني أعلم تماما أخلاقها و أعلم كيفية تعاملها مع الناس و طريقة كلامها ، فتقدمت لأقف إلى جانبها ، فقد كانت وحيدة بمقابل ثلاثة . سمعت منال تقول : - كفاك غباءً ، جميعنا نعلم من أنت ، و من أهلك .. صمتت جميع الطالبات ، و تحير الجميع حول سؤال واحد : " ما بهم أهلها ، و لم قد تعيبهم منال ؟" حتى أن حيرتي كانت أكبر . نظرت مريم إلى منال نظرات رجاء شديد ، و كأنها تطلب منها أن تكتم أمرا ما ! لكن منال أكملت قائلة : - هل العائلة التي تعيشين معها هي حقا عائلتك ؟ أعني ، هل هم من أنجبك ؟ التزمت مريم الصمت ، و ترقرقت دمعة في عينها . أدركت أن ثمة خطب ما ، فحاولت تغيير الموضوع المطروح ، فقلت بمرح : - كفى يا منال ! و كأنني أمازحها ، فالتفتت إلي و قالت : - انظروا من لدينا هنا ! إنها العميلة ، يا إلهي ، إنني في فصل دراسي فيه يتيمة و عميلة ، يا للسخرية ! . شعرت بغصة في حلقي بعد ذلك الوصف ، لقد وصفتني به أمام جميع الطالبات ، ياللعجرفة البغيضة ! لم أعلق بشيء ، فالتفتت إلى مريم و قالت : - أعرفتم من هي اليتيمة ؟ إنها مريم ، جميعكن ظننتن أنها تعيش مع عائلتها الأصلية ، و لكن على العكس ، لقد مات والديها منذ كانت في الثانية من عمرها ، لا أحد يعلم ذلك هنا ، إلا أنا ، حتى مريم بنفسها لا تعلم ذلك . فصرخت في وجهها : - و من قال لك هذه الخزعبلات إذا كانت مريم لا تعلم ذلك ؟ فردت بقوة : - لأن أمها الوهمية قالت ذلك لأمي ، و ما كانت لتقول ذلك و هي كاذبة ، و من هي الأم التي قد تتبرأ من ابنتها ؟ لا أحد هنا يتبرأ من أهله إلا أنت ، أتعلمين لماذا ؟ لأنك عميلة بلا أخلاق ، و الدليل أنك أخبرت الاحتلال عن أخوك ، و لا بد أنك خشيت أن يعلم الناس بأمرك ، فطلبت من الاحتلال أن يرجعوه لمدة قصيرة حتى تختفي الشائعات حولك ، و تعود المياه إلى مجاريها ، ثم يعتقلوه مرة أخرى ، أليس كذلك ، ها ؟ اعترفي . لحظتها كدت أنفجر من شيئين ، كنت سأنفجر من الغيظ ، و في الوقت ذاته كنت سأنفجر من الضحك على هذا الاستنتاج الغبي . دخلت المعلمة إلى الصف و انتشرت جميع الطالبات إلى طاولاتهن ، و اتجهت مريم إلى طاولتها مشية وئيدة ، ثقيلة ، مهمومة . أردت أن أخفف عنها ذلك قليلا فقلت لها : - سأريها يوما أسود ، هذا وعد مني ... و بدأ الدرس و أفكاري هائجة في رأسي ، لقد وعدت مريم أن أنتقم من منال ، و لكن كيف ذلك ؟ إن منال تستحق عقابا قاسيا على غطرستها المستمرة ، و أنانيتها اللامتناهية ، إن كنت سأسامحها عما ارتكبته في حقي ، فلن أسامحها على ما ارتكبته في حق مريم . إنني لست القاضي في الصف الدراسي ، و لكن الحقد طغى على قلبي وقتها . مرت الحصص الدراسية ببطء شديد ، و ملل قاتل ، و طوال اليوم الدراسي تجنبت النظر إلى منال ، و تجنبت هي النظر إلي . عندما دق الجرس معلنا نهاية اليوم الدراسي ، خرجنا إلى الباب ، و تزاحمت الطالبات عنده ، و تزاحمت معهن ، و كانت منال هي من زاحمتني ، فتعمدت الاصطدام بي أكثر من مرة ، و هي تضحك مع صديقاتها . عندما أصبحنا بالساحة ، جاءت إلي و كادت تضربني بيدها ، و لكنني ضقت ذرعا من تصرفاتها ، فأمسكت يدها بقوة كبيرة ، و كأنني صببت غضبي بيدي ، و بقيت أمسكها ، و هي تحاول فكها ، و بدا الألم واضحا على وجهها ، فقلت لها بهدوء: - لا تظني أنني سأفوت ما قلتيه لي ، أتعلمين ماذا ، سأريك يوما أسودا ، تتشقق فيه جدران المدرسة من ضحك الطالبات عليك ، تذكري ذلك ، و قد يكون أقرب مما تتصورين .. ثم تركت يدها ، و قد سحبَتها بقوة ، لتتظاهر بالثبات ، و راحت تلقي الشتائم علي ، و لكنني مشيت و تركتها تتحدث إلى نفسها ، فزادها ذلك غضبا ، و رفعت صوتها أكثر ، - أيتها العميلة ، أيتها الخائنة ..... رحت أمشي نو المنزل مع أسماء ، و هي تتحدث إلي ، لكنني لم أصغي إليها ، إذ كنت أفكر في طريقة أشفي بها غليلي .
| |
|